المغرب تتيح تدريس منهج الثقافة اليهودية
أتاح المغرب، حتى قبل تطبيع علاقاته مع إسرائيل من وقت قريب، شيئاً جديداً أطلق عليه البعض بأنه "تسونامي" ويكون ذلك الأمر في إتاحة داراس لتاريخ الجالية اليهودية وثقافتها في كتب الدراسية للطلاب في المملكة المغربية.
وعملت وزارة التربية والتعليم المغربية بأن أول الحصص التي ستدرس باللغة العربية ستكون بدأً من الفصل الدراسي المقبل في السنة الأخيرة لطلاب الابتدائية.
وصرح الأمين العام للقنصلية اليهودية في المملكة في اتصال هاتفي مع صحيفة فرانس برس في الدار البيضاء إن إتاحة تدريس الثقافة اليهودية هو الأول في العالم العربي وهو مثل تسونامي.
ويبدوا "الرافد اليهودي" للثقافة المغربية في مجال العمارة والموسيقى والطبخ، وصار متاحاً في المناهج الجديدة للتربية المدنية في المستوى الابتدائي ضمن فصل مهيأ للسلطان سيد محمد بن عبد الله المكني محمد الثالث.
وأظهر فؤاد شفيقي رئيس البرامج المدرسية في وزارة التعليم المغربية: "مع أن الوجود اليهودي في المملكة قبل للقرن الثامن عشر إلا أن المكونات التاريخية الوحيدة المتأكد منها تعود لهذه الحقبة من الزمن".
وفي العالم العربي يظل المغرب حالة وحيدة إذ أن هذة الدولة لم تمح أبدا الذاكرة اليهودية من اذهانها ويدل على ذلك هو زهور ريحيحيل أمينة المتحف اليهودي المغربي في الدار البيضاء الفريد من نوعه في الشرق الأوسط.
ويوجد اليهود في المغرب منذ القرون القديمة وعددهم في المغرب هو الأكثر بين دول شمال إفريقيا، وقد كثر على مر العصور لا شك مع وصول يهود أجلاهم الملوك الكاثوليك في إسبانيا بدأً من سنة 1492م.
وبلغ عدد أشخاص هذه القنصلية حوالي 250 ألفا آخر أربعينات القرن السابق ومثلوا حينها 10% من إجمالي عدد السكان، وغادر الكثير من اليهود المغرب في سنة 1948 ليقل عددهم إلى ثلاثة آلاف.
وإتاحة تدريس الموروث اليهودي في المنهج التربوي المغربي يتضمن في إطار برنامج واسع لتصحيح المناهج الدراسية بدأ في سنة 2014.
وهذا الفعل الذي لم يحظ بتعليقات داخلية كبيرة، أشادت به مؤسستان يهوديتان مقرهما في الولايات المتحدة وهم مؤتمر الرؤساء واتحاد السفرديم.
حري بالذكر أن وزير التعليم المغربي وقع مع مؤسستين يهوديتين يقعا في المغرب اتفاق تعاون لتقويه مفاهيم التسامح والتنوع والتعايش السلمي في المؤسسات المدرسية والجامعية.